الرِّبَاطُ هي عاصمة المغرب، تقع بجهة الرباط سلا القنيطرة في المنطقة الشمالية الوسطى للبلاد على ساحل المحيط الأطلسي في سهل منبسط فسيح حيث مصبّ نهر ابي رقراق، وهو نهر يفصلها عن مدينة سلا. وتعتبر المنطقة دافئة نسبياً، إذ يصل معدّل درجة الحرارة فيها في فصل الشتاء الى حوالي 12.9 درجة بينما يصل في فصل الصيف إلى حوالي 22.2 درجة. تعدّ مدينة الرباط من أهمّ المدن المغربيّة على جميع المستويات: الاقتصاديّة، الثقافيّة، التاريخيّة، وحتى على مستوى موقعها الاستراتيجيّ، وتعدّ محطّ اهتمام السياح لوفرة أماكنها الجميلة والتي تحمل طابعاً عربياً قديماً. يتجاوز عدد سكانها 564.936 نسمة، أكثر من 98 % منهم مسلمون ينتمون لشرائح اجتماعية مختلفة. احتضنت عددا من المسلمين واليهود الذي هاجروا من الأندلس بعد سقوطها -وخاصة غرناطة- هربا من جحيم محاكم التفتيش. يعمل جزء من سكان المدينة في الإدارة العمومية، والخدمات والتجارة والبناء والأشغال والصناعة الرباط هي ثاني أكبر مدينة بالمغرب بعد الدار البيضاء، وفي السنوات الأخيرة بدأت تصبح مركزا لرجال الأعمال، ولهذا أطلقت المدينة مشاريع طموحة لجدب المستثمرين. يقوم اقتصاد الرباط على مصادر مختلفة منها الصناعة حيث تتوفر على أربع مناطق صناعية، منها صناعة النسيج، بالإضافة إلى الصناعة التقليدية (الزرابي، الفخار، الخشب، المنتجات الحديدية، الجلود…) كما يعتمد اقتصادها على قطاع التجارة خاصة مع انتشار الأسواق الممتازة والمراكز التجارية الكبرى، وقطاع السياحة الذي يستفيد من مآثرها ومكانتها التاريخية فضلا عن شواطئها، وتتوفر المدينة على مطار دولي، كما اننا طورت وسائل نقلها بشكل كبير لتسهيل حركة المرور والتنقل. تحولت العاصمة المغربية في السنوات الأخيرة من مدينة إدارية هادئة إلى مدينة تضج حياة وحيوية وتسير على خطى العواصم العالمية بعدما أشرف جلالة الملك، نصره الله، على إطلاق البرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط 2014- 2018 " الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية"، ومشروع "وصال بو رقراق" و "المسرح الكبير للرباط". هذا البرنامج الممتد على خمس سنوات، مكن العاصمة الإدارية للمملكة من الارتقاء إلى مصاف كبريات الحواضر العالمية، وارتكز على سبع محاور أساسية، هي تثمين الموروث الثقافي والحضاري للمدينة، والحفاظ على الفضاءات الخضراء والبيئة، وتحسين الولوج للخدمات والتجهيزات الاجتماعية للقرب، ودعم الحكامة. كما همت هذه المحاور إعادة تأهيل النسيج الحضري، وتقوية وتحديث تجهيزات النقل، وبعث الدينامية في الأنشطة الاقتصادية، وتعزيز البنيات التحتية الطرقية.
يعد مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق من المشاريع التنموية الكبرى التي ستضفي مساحة من الحداثة والإبداع والتميز على صورة الرباط وسلا وتبرز الخصوصيات التاريخية والتراثية والعمرانية للعاصمة الإدارية للمملكة. وينتظر بعد الانتهاء من هذا المشروع الطموح، وفق تصميم هندسي راق، أن تصبح الرباط نموذجا عالميا لازدهار سياحي واقتصادي وإضفاء جمالية تضيف لتاريخها وتراثها وثقافتها رصيدا
يعتبر مشروع التراموي الرابط بين المدينتين الرباط وسلا من الحلول الملائمة للمشكل الخاص بالنقل الحضري بهاتين المدينتين حيث يستجيب للطلب المتزايد على النقل ويوفر بديلا حقيقيا لاستعمال السيارات أشرف الملك محمد السادس، على تدشين خطي ترامواي الرباط – سلا، وقنطرة الحسن الثاني وذلك يوم الأربعاء 18 ماي 2011.
وهي عبارة عن جسر كبير يتوفر على ثلاثة ممرات، ومسلكين للترامواي الذي سيربط الرباط وسلا وممرات أخرى خاصة بالراجلين والدراجات. كما تعمل على تسهيل حركة مرور البواخر إلى المارينات التي سيتم إحداثها في إطار مشروع "أمواج"، فضلا عن تسهيل حركة المرور النهري عبر واد أبي رقراق ويعد مشروع هذه القنطرة
هو مشروع يدخل في إطار مخطط تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، سيمكن من تجاوز مشكل تدفقات حركة السير بطريق المرسى، الذي يعرف حاليا حركة سير مكثفة تصل في معدلها الأعلى إلى 30 ألف سيارة في اليوم، منها 3500 من الوزن الثقيل. وسيمتد هذا المشروع، الذي يربط بين "باب البحر" ونادي الرياضات على طول 1022 متر.